مما لاشك فيه أن الإجازات هي أفضل الوسائل التي ينصح بها الطب النفسي لشحن طاقتنا وتجديد نشاطنا فنعود إلى العمل والدراسة بحماس بعد أن أفرغنا الطاقة السلبية وانطلقنا في الطبيعة وعلى شاطىء البحر وبين الأهل والأصدقاء.

الوجه القاتم للإجازات

ثمة وجه مظلم للإجازات يـُصاب البعض فيه بالقلق والحزن وأحيانا باكتئاب موقت قبل انتهاء الإجازة بعدة أيام ويستمر لأيام متتالية بعد العودة للعمل يطلق عليه متلازمة مابعد الإجازة , فيتذكر الشخص أنه سيعود مجدداً إلى ضوضاء الشارع والروتين واستقبال الإيميلات وأجواء العمل.

هناك حكمة انكليزية عن الإجازة مفادها "إن أحوج الناس للإجازات العائدون منها".

ومن أعراض متلازمة مابعد الإجازة

-الأرق

-التوتر

-انخفاض الطاقة

-العصبية الشديدة

-قلة التركيز

علاقة هرمون الأدرينالين بالسعادة

تلعب هرمونات الجسد دوراً رئيساً في حالة الإنسان المزاجية وهنا يبرز دور الأدرينالين.

كما أوضحت الدكتورة هيلجا علاء الدين أستاذ علم النفس بجامعة بيروت العربية أن هرمون الأدرينالين يرتفع جداً في الإجازة نتيجة الشعور العام بالسعادة وفجأة يقل الأدرينالين فيصاب الشخص بالاكتئاب المؤقت.

ارتفاع الأدرينالين وانخفاضه فجأه من الممكن أن يحدث مع مناسبات اجتماعية أو أحداث عملية مهمة في حياة الإنسان.

كيف نتعامل مع اكتئاب مابعد الإجازة؟

أوضحت الدكتورة هيلجا أن هناك خطوات عملية تساعدنا على تنظيم أمورنا قبل الإجازة حتى نتجنب الوقوع في فخ مظلم بعد إجازات ممتعة.

نبدأ من الفترة التي تسبق الإجازة

-من المهم استغلال الحماس والسعادة التي يشعر بها الشخص قبل الإجازة وأن ينجز أكبر قدر ممكن من مهام العمل حتى لا تتراكم عليه عند العودة للعمل أو المنزل .

-قبل السفر أو الإجازة ، من الممكن القيام ببعض التعديلات والتغيرات في المنزل أو المكتب وعند العوده ترتاح العين والنفس بالنظر لمكان مرتب ونظيف بعيداً عن الفوضى التي تؤثر سلباً على الحالة المزاجية .

-التخطيط الجيد للإجازة من حجز الفنادق والطيران والرحلات والزيارت العائلية وغيرها فالترتيب والتنظيم المسبق يجعلك تستمتع بالإجازة ويمتد الشعور بالرضا لفترة أطول بعد استئناف العمل.

عند العودة من الإجازات

امنح نفسك عدة أيام من الراحة كفترة انتقالية بين الإجازة والعودة للعمل فتكون العودة تدريجية حتى تعطي جسدك الراحة الكافية بعد إرهاق السفر والتنقلات فالسفر لو كان ممتعا يحتاج الجسم أن يتكيف من جديد خاصة لو كان السفر لأماكن يختلف فيها الطقس ودرجات الحرارة.

من الممكن مقابلة أحد الأصدقاء ويفضل في أماكن عامة كالحدائق والمتنزهات حيث أثبتت الدراسات أن الناس الذين يقضون وقتا طويلا داخل البيوت تزداد معدلات التوتر لديهم أكثر ممن ينطلقون في الهواء وفي المتنزهات.