ما يمرّ به مانشستر سيتي من ويلات ومصائب لم يعرفه أبدًا الفريق الأفضل في أوروبّا وإنكلترا في السنوات العشر الأخيرة.

ففريق مانشستر سيتي الّذي حوّله المدرّب الثعلب بيب غوارديولا إلى قوّة ضاربة جرفت الألقاب والبطولات ولم ترحم منافسيها أبدًا، ها هو ينهار في فترة شهر ونصف شهر، حيث سقط في خمس مباريات على التوالي وخسر تقدّم 3-0 في دوري الأبطال قبل يومين ليتعادل في الدقائق الأخيرة 3-3 مع فينورد روتردام المتواضع فيتراجع إلى المركز 17 في ترتيب المجموعات في دوري الأبطال.

فمنذ 30 تشرين الأوّل الماضي، تعرّض السيتي إلى السقوط في مسابقة الكأس أمام توتنهام ولم يرتفع من حينها ليكون قد بدأ الغرق من دون أن يعلم.

فمنذ ذلك التاريخ، وفي ظرف خمسة أسابيع، سقط الـ"سيتيزنز" أمام كلّ من بورنماوث المغمور جدًّا 1-2، وسبورتنغ ليشبونة 1-4، وبرايتون 1-2 وتوتنهام هوتسبورز على ملعبه في استاد الاتّحاد في مانشستر بنتيجة 0-4 في سيناريو خمس خسارات على التوالي  لم يعرفها منذ عام 2008 ولم يعرفها أبدًا المدرّب بيب غوارديولا منذ انطلاقة مسيرته الاحترافيّة كمدرّب لفرق كرة القدم المحترفة.

وبهذه الأجواء، سينتقل فريق مانشستر سيتي بعد غد الأحد إلى مدينة ليفربول عاصمة كرة القدم الأوروبّيّة لمواجهة عملاقها فريق ليفربول الّذي على عكسه لم يعرف حتّى التعادل في خمسة أسابيع أطاح بها بكلّ الكبار وآخرهم ريال مدريد الّذي تلاعب به الفريق الإنكليزيّ، وها هو متصدّر تريب الدوري الأوروبّيّ بالعلامة الكاملة مع خمس مباريات وخمسة انتصارات ومتصدّر الدوري الإنكليزيّ بفارق 8 نقاط عن مطارده السيتي.

وستكون هذه المباراة بمثابة حياة أو موت لفريق مانشستر سيتي، فإذا خرج فائزًا في الأنفيلد رود سيعود إلى الحياة ليحاول في مرحلة الإياب إعادة لملمة صفوفه لمنافسة فريق ليفربول. أمّا في حال السقوط وهذا هو السيناريو الواقعيّ، سيكون فريق السيتي قد دخل الموت السريريّ وعندها سيدخل بطل إنكلترا في نفق مظلم جدًّا لن يعرف كيفيّة الخروج منه.

وفي حال الخسارة، سيكون السيتي على بعد 11 نقطة من ليفربول وما زال لديه مباريات صعبة جدًّاً في شهر كانون الأوّل أبرزها مواجهة نوتنغهام فوريست ومانشستر يونايتد وأستون فيلا قبل عيد الميلاد وجوفنتوس تورينو في إيطاليا في 11 كانون الأوّل في مباراة إذا سقط فيها أيضًا قد يخسر أيّ فرصة انتقال إلى دور الـ16 في دوري الأبطال.

إذًا السيتي ومدرّبه بيب غوارديولا أمام المجهول وأمام ساعات محفوفة بالخطر قبل اللقاء المستحيل أمام ليفربول الّذي تنتظره أوروبّا ومعها العالم يوم الأحد عند الساعة السادسة والنصف مساء والّذي سنتناوله من الناحية التقنيّة غدًا في تحليل لأبرز لقاءي الأسبوع وهما مواجهتا ليفربول ومانشستر سيتي في إنكلترا وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتمند في أمّ المعارك في ألمانيا ليل غد السبت.