انطلقت بعد ظهر اليوم المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد حرب مستمرة منذ عشرة أشهر بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس، في ظل تصعيد إقليمي بين دول محور المقاومة من جهة وكيان الإحتلال من جهة أخرى. يأتي ذلك في ظل تقاطر الموفدين الدوليين إلى لبنان، حيث كان أول الواصلين الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين ولاحقاً وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الذي استهل جولته من عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. 

وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل إرسال وفود الى قطر الخميس للمشاركة في المفاوضات التي يفترض أن يحضرها أيضاً ممثلون عن الحكومتين المصرية والقطرية الوسيطتين إلى جانب واشنطن، بينما لم تُعلن حماس ما إذا كانت ستشارك في جلسة اليوم الخميس.

وأكّد رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وفداً إسرائيلياً سيحضر محادثات الخميس في الدوحة حيث سيحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين فيه.

وأوضح بيان صادر عن مكتبه أنّ الوفد سيضمّ "رئيسي الموساد والشين بيت فضلا عن نيتسان ألون (منسّق ملف الرهائن) وعوفير فالك (مستشار سياسي)"، في حين أفادت مصادر أميركية متابعة للملف بأن رئيس جهاز المخابرات الأميركية "وليام بيرنز" سيتوجه إلى الدوحة للمشاركة في المفاوضات.

وقال مصدر في حماس إنَّ الحركة "ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدّي من جانب الاحتلال ومجدٍ لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التي يتّبعها نتنياهو".

وقال مصدر آخر إنّ "حماس معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف اطلاق النار على أساس الاقتراح الذي قُدّم الشهر الماضي"، في إشارة الى الاقتراح الذي أعلن عنه في وقت سابق وينصّ على ثلاث مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار وانسحاباً للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة وإدخال مساعدات وإطلاق معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لـ"صحافيين" إنَّ "شركاءنا القطريين يعملون على أن يكون هناك تمثيل لحماس" في المفاوضات.

وشدّد المبعوث الأميركي آموس هوكستين الذي يتوسّط في الخلاف الحدودي بين لبنان وإسرائيل، من بيروت الأربعاء، على أنّه "لم يبق وقت لإضاعته" قبل التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبراً أن من شأن هذا أنَّ يتيح كذلك التوصل إلى حلّ دبلوماسي في لبنان حيث يتبادل حزب الله عبر الحدود النيران مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تعزّزت المخاوف من توسّع التصعيد من قطاع غزة الى دول أخرى في المنطقة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، في ضربة نسبت الى إسرائيل. وجاء ذلك بعد ساعات من استهداف إسرائيل للقيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت .

وتوعّدت إيران وحزب الله بالردّ على الدولة العبرية.