لا يبدو أنّ الجمهور والنقّاد في مصر بشكلٍ عام، مرحبين بأن تكون منى زكي بطلة فيلم يحكي سيرة حياة "الست" أم كلثوم! وكأنّ أم كلثوم ملكيّة عامة، وتأتي منى زكي لتقتحمَها دونَ إذنهم!
صحيح أنّ الممثّلة صابرين جسّدت قصة حياة "كوكب الشرق" في مسلسلٍ عُرِضَ عام 1999، كتابة محفوظ عبد الرحمن وإخراج إنعام محمد علي، ورغمَ الشّبه بالشّكل بين صابرين وأم كلثوم، لكنْ، مَن حسمَ الجدال تماماً ما إن استطاعتْ أن تُقارب الشّخصيّة بعيداً عن تشابهِ الشّكل؟
ألا يمكن أن تقدّم منى زكي الدّور بطريقةٍ مختلفةٍ، في فيلمٍ يكثّفُ الحدثَ في معالجةٍ سينمائيّة تختلفُ عن المسلسل، ولِمَ الحكم المسبق لفنانةٍ تمتلكُ أدواتها بتمكّن، وأرشيفها يشهدُ بذلك!
قالت النّاقدة المصريّة ماجدة خير الله: "لو نفخوا منى زكي واستعانوا بالمكياج لن تشبه أم كلثوم"، وكأنّ تجسيد الشّخصيّة يعتمدُ فقط على الشّكل، أمّا السينارست مدحت العدل فوعدَ أن يكون فيلم "الست" التي ستقوم منى زكي ببطولته، استثنائياً، وسيعرضُ أماكن حقيقيّة ذهبت إليها أُم كلثوم ولم يتمْ التطرّق إليها سابقاً.
وفي أرشيف منى زكي أعمال كثيرة، تقمّصتْ خلالها شخصيات مختلفة، ربّما ذنبها أنّها في مسلسل "السندريلا" عام 2006، لم تفلحْ تماماً في تأدية شخصيّة سعاد حسني كما كان متوقعاً، حينها كانَ الشّبه كبيراً بينها وبين سعاد حسني، إذاً، المسألة مسألة شكل أم روح وأداء وطريقة معالجة وإخراج؟
فلننتظر بعدَ العرض... ربّما تنجح منى زكي وربّما تُخفق، فالعمل الفنّي "تجربة" خاضعة دوماً للنقد!