بعد أسبوع من اصطدام طموحات فريق باريس سان جيرمان الفرنسيّ بحائط دورتمند الألمانيّ وعودته إلى باريس مثقلًا بخسارة مباراة الذهاب 0-1 في دوري أبطال أوروبّا لكرة القدم، سيكون الفريق الباريسيّ الليلة عند العاشرة مساء أمام فرصة وحيدة فقط على أرضه في باريس وأمام جماهيره وهي الخروج فائزًا بفارق هدفين كي يجتاز الحائط الألمانيّ ليتأهّل للمرّة الثانية في تاريخه إلى نهائيّ البطولة.

وستكون المباراة المنتظرة الليلة بين باريس سان جيرمان وبروسيا دورتمند أقرب إلى معركة كسر عظم بين فريقين يضعان كلّ إمكاناتهما من أجل التأهّل إلى نهائيّ دوري الأبطال الـ"تشامبيينز ليغ". فالفريق الباريسيّ في حال عدم فوزه الليلة وخروجه من المسابقة الأوروبّيّة قد يطوي صفحة كبيرة من تاريخه عند دخول الشريك القطريّ كداعم كبير للفريق غيّر معه طموحاته وأهدافه ليصبح سريعًا النادي الأغنى في أوروبّا. أمّا بروسيا دورتمند فوصوله إلى النهائيّ سيعيد الأضواء إلى أكثر فريق له قاعدة جماهيريّة في ألمانيا ليعيد خلط أوراق القوّة في ألمانيا ومعها كامل أوروبّا.

ويملك بروسيا دورتموند لقبًا وحيدًا في المسابقة القاريّة الأولى أي دوري الأبطال أحرزه في مفاجأة مدّوية في عام 1997 عندما وصل بمفاجأة كبيرة إلى المباراة النهائيّة، حيث التقى عملاق البطولة الأوروبّيّة آنذاك فريق جوفنتوس الإيطاليّ وفاز عليه بنتيجة 3-1، حيث سجّل أهداف الفريق الألمانيّ كلّ من كارل-هاينتس ريدله (2) ولارس ريكن. والجدير بالذكر أنّ فوز دورتمند في حينها جاء على ملعب أولمبيا ستاديوم في ميونيخ والّذي اعتمده لسنوات عدّة فريق بايرن ميونيخ حتّى عام 2006، عندما انتقل إلى معقله الجديد "أليانز أرينا". كما أنّ هذا هو خامس نصف نهائيّ لبروسيا دورتموند والأوّل له منذ عام 2013 عندما أقصى ريال مدريد ثمّ خسر أمام مواطنه بايرن ميونخ 2-1 .

من ناحيته، يخوض باريس سان جيرمان نصف النهائيّ الرابع له في تاريخ مشاركاته في البطولة الأوروبّيّة على لقب دوري الأبطال، علمًا أنّ الفريق الفرنسيّ بلغ المباراة النهائيّة مرّة واحدة فقط في عام 2020 عندما خسر فيها أمام بايرن ميونخ الألمانيّ بنتيجة 0-1 وبهدف للاعبه السابق كينغسلي كومان.

وسيعتمد الفريق الفرنسيّ على نجمه الأوّل كيليان مبابي لكسر الحاجز الدفاعيّ المتماسك من قبل الفريق الألمانيّ، حيث قاد مبابي في الساعات الأخيرة فريق باريس سان جيرمان إلى لقبه العاشر في 12 موسمًا في الدوري الفرنسيّ، واضعًا نصب عينيه تحقيق ثلاثيّة تاريخيّة قبل رحيله عن باريس، في ظلّ استمراره أيضًا في مسابقة الكأس المحلّيّة.

والمعروف أنّ مهمّة كيليان مبابي متصدّر ترتيب هدّافي المسابقة برصيد 8 أهداف بالتساوي مع الإنجليزيّ هاري كين مهاجم بايرن ميونخ الألمانيّ، والهولّنديّ لوك دي يونغ نجم فريق أيندهوفن الهولّنديّ، ستكون صعبة جدًّا كون الفريق الألمانيّ سيعتمد الليلة على تشكيلة دفاعيّة بامتياز، حيث من المتوقّع أن ينطلق بروسيا دورتمند بتشكيلة أساسيّة من أربعة مدافعين وخمسة لاعبي خطّ وسط، من بينهم ثلاثة أقرب دائمًا إلى الخطّ الدفاعيّ، حيث يطلق من خلاله الفريق الألمانيّ الهجمات المرتدّة لمحاولة تسجيل هدف سيكون وقعه كالضربة القاضية في الشباك الفرنسيّة .

وتبقى الإشارة إلى أنّ كلّ التوقّعات متعادلة تمامًا بين الفريقين، إذ إنّ بروسيا دورتمند له أفضليّة تقدّمه في مباراة الذهاب 1-0، بينما سيعتمد الفريق الباريسيّ كما أكّد مدرّبه لويس أنريكي على جمهور الـ"ألتراس الباريسيّ" الّذي اعتبره أنريكي بمثابة الورقة الرابحة الّتي سيستعين بها لإسقاط الجدار الألمانيّ ليتأهّل إلى نهائيّ البطولة.

كما أنّ الجمهور الألمانيّ يطمح إلى أن تكون نسخة نهائيّ دوري الأبطال هذا الموسم شاهدة على إنجاز تاريخيّ بأن يكون عنوان النهائيّ ألمانيّ-ألمانيّ بمواجهة دورتمند لبايرن ميونيخ فتكون اندفاعًا معنويًّا كبيرًا لألمانيا ومنتخبها قبل أيّام قليلة من استضافتها كأس أمم أوروبّا في كرة القدم.