أمرٌ مستغرب بالفعل، كيفَ أنّ لتراند "اكس" أن يتقاسمهُ مشاهير الفن وتقديم البرامج، ولا يعكس بالضرورة نسب المشاهدة والمتابعة الحقيقية للقضايا. فعلى سبيل المثال، ومهما كانت "قضية" اليسا محقّة مع شركة "وتري"، هل يُعقل أن تستمر إلى اليوم رقماً واحداً في لبنان في تراند الموسيقى بلا أي منافس؟ وكيف لمحاورٍ مبتدئ مثل "ريان حايك" (يوتيوب)، أن يتحوّل لتراند مع أنهُ في الشارع غير معروف تقريباً! فهل هناكَ شركات تتخصّص ببيع "التراند"... هل التراند صارَ "بيعاً وشراءً" ضمن أسهم، كالبورصة تماماً؟ 

يتقدّم التراند اليوم في لبنان الناشط في "تيك توك" جورج مبيض مع فضيحةٍ مدوّية، عنوانها الاعتداء على القاصرين، لكن، لا تزال اليسا متصدرةً رغمَ انقضاء وقتٍ على موضوعها مع شركة "وتري" (خلافات قضائيّة)، وكذلك يصعدُ ريان حايك التراند، ولو قرأنا التغريدات، سنرى أنّ الوسم  يرافق مواضيع أُخرى ليسَ لها علاقة بريان، إذاً مَن يعدّل قائمة التراند؟

مقدّمة تراند لبنان

كذلك طوالَ شهر رمضان، رأينا وسم مسلسل "ع أمل" لماغي بوغصن متصدراً، فهل يُعقل أن يكون المسلسل "سيد التراند" لثلاثينَ يوماً؟ إذا هوَ يشكّل ظاهرة في الشارع وفي الحياة اليوميّة أكثر من قضايا أُخرى معيشيّة! الأمر غير منطقي، ولا نلغي هنا فرضيّة ألا يكون قد حقّقَ المسلسل النجاح. 

إذاً، إنّ تتبّع قائمة التراند، لم يعدْ بالضرورة يحتّم أنّ المراتب الأولى تعكس أهواءَ الشّارع، فالسؤال يحتاج لجواب: "مَن صار يختار التراند ومَن يضعهُ"، الجمهور، أم شركات "السوشل ميديا" أم الجيوش الالكترونيّة التي لا تعمل بشكلٍ عفوي؟