هزّت جريمة قتل منسّق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، أمس الاثنين، على أيدي عصابة سورية، الشارع اللبناني وأثارت موجة عارمة من الغضب والاستنكار لم تتوقّف عند حدود إصدار البيانات إنّما تعدّت ذلك إلى ما يشبه حرباً أهلية إفتراضية، عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فيما سجلت اعتداءات بالضرب على عدد من النازحين السوريين في بعض المناطق، كرد فعل من قبل مناصري حزب القوات اللبنانية على الجريمة.

وعلى الرّغم من الجهود الجبّارة التي بذلتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني لكشف تفاصيل الحادثة والقاء القبض على عدد من المتورطين خلال ساعات قليلة فضلاً عن إطلاع الرأي العام على الملابسات والدوافع وراءها، إلّا أنّ ما شهدته البلاد أمس أعاد التذكير بأجواء الحرب الأهلية التي لا يزال طعم مرورتها عالقاً في حلق اللبنانيين الذين عاصروا الفترة الممتدة من 1975 إلى 1991 على اختلاف اطيافهم حيث طالت مأسيها الجميع من دون استثناء. 

وصدر عن مديرية المخابرات في الجيش اللبناني البيان الآتي: "متابَعةً لموضوع المخطوف باسكال سليمان، تمكنت مديرية المخابرات في الجيش من توقيف معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف. وتبين خلال التحقيق معهم أنّ المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنّهم نقلوا جثته إلى سوريا.

تنسق قيادة الجيش مع السلطات السورية لتسليم الجثة، وتستكمل التحقيقات بإشراف النيابة العامة التمييزية".

الراعي مستقبلاً قائد الجيش: للتروّي وضبط النفس

في غضون ذلك، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي قائد الجيش العماد جوزيف عون، بالتزامن مع لقائه عضوي تكتل "الجمهورية القوية" النائبين زياد حواط وملحم رياشي.

وتوجه الراعي بالتعزية الى عائلة سليمان، وأشار في بيان صدر عن مكتب الإعلام في الكرسي البطريركي في بكركي: "بألم كبير تلقيت ككلّ اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال العزيز بسكال سليمان منسّق حزب القوات اللبنانية في قضاء جبيل، في غضون أقلّ من 24 ساعة (بعد ظهر الأحد الى بعد ظهر الإثنين الفائتين)".

أضاف: "وكنّا نأمل جميعاً أن يكون حيّاً، وهذا ما قيل في البداية. ولكن الحقيقة المُرة كانت غير ذلك. فعمدتُ إلى الصلاة لراحة نفسه وعزاء عائلته الجريحة بسيف الألم، ورفاقه في حزب القوات اللبنانية وعلى رأسهم الدكتور سمير جعجع رئيس الحزب. في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسياً وأمنياً واجتماعياً ندعو إلى التروّي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة".

وختم: "ان زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين أمثولة عظيمة بردة فعلها: "نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء". ولم تتلفظ بعبارة ثأر أو قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار".

جثة باسكال ما تزال في سوريا 

توازياً، ما تزال سيّارة المغدور باسكال سليمان في سوريا، بينما ترك الخاطفون السيّارة التي استخدموها أثناء عمليّة السرقة والخطف في طرابلس، كما لا تزال الجثّة مع الأمن السوري، ولم تعبر الحدود اللبنانيّة، ويُنتظر أن تُسلّم اليوم الى الجيش اللبناني.