منذ الثامن من تشرين الأول الفائت، لم يمرّ يوم من دون أن يحمل جديداً من الإجرام الإسرائيلي ضدّ لبنان، حيث انضمّت أمس الأربعاء، إمرأة أربعينية وطفلة في الخامسة من العمر في مجدلزون إلى قافلة الشهداء الممتدة منذ 138 يوماً، في حين يُعوّل سياسياً على أولى بوادر الانفتاح بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، بعدما عجزت حتّى اللحظة دول الخماسية (اميركا، فرنسا، السعودية، مصر، قطر) عن توحيد رؤية رئاسية تنطلق منها نحو أقطاب السياسة اللبنانية، على أمل التئام جرح الفراغ الرئاسي الغائر.

ومن الميدان البداية، حيث أدّت غارة جوية نفّذها الطيران الحربي على بلدة مجدل زون إلى استشهاد السيدة خديجة سلمان والطفلة أمل حسين الدّر وجرح عدد من المدنيين، وقد تلتها سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي على بلدات عدة: الخيام، مروحين، ام التوت، أحراج عيتا الشعب، محيبيب، عيترون، يارون، مارون الراس، عيتا الشعب، ياطر، علما الشعب، الضهيرة، الجبين، طير حرفا، راشيا لفخار، كفرحمام، الغندورية، والأطراف الحرجية في تولين.

في المقابل، ردّت المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية بـ 13 هجوماً، استهدفت مواقع قوات العدو وتجمّعاته عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، في افين مناحم، مستعمرة شوميرا، مستعمرة أفيفيم، المرج، رويسات العلم، تلال كفرشوبا، ثكنة زبدين، ثكنة زرعيت، طربيخا، المطلة، مستعمرة ميتسوفا، حدب يارين.

لا مبادرة جديدة حالياً لدى بري... "المبتدأ والخبر في غزة"

في سياق متصل شدّدت مصادر عين التينة لـ"الصفا نيوز" على أنّ اجتماع سفراء اللجنة الخماسية الذي عقد، أوّل من أمس في قصر الصنوبر، جاء استكمالاً للاجتماعات السابقة على مستوى السفراء، موضحةً أنّ هذه الاجتماعات تغيب عنها الرؤية الموحّدة بشأن الملفّ الرئاسي اللبناني أو الطرح الذي يمكن العمل عليه في وقت لاحق.

وتقول المصادر نفسها: "كلّ خطوة إيجابية في هذا الإطار مشكورة ومرحب بها، إلّا أنّ الرهان الأكبر يبقى على الإرادة اللبنانية في الشأن الرئاسي من زاوية المصلحة اللبنانية الكبرى"، مضيفة: "بعد المبادرة الحوارية التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري في آب الفائت، لا مبادرة جديدة حالياً بعدما قدمت عين التينة الكثير ووضعت الكرة في ملعب القوى التي رفضت الحوار الذي يعدّ أقصر الطرق للوصول إلى الحلّ المنشود".

وعن التقارب بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، توكّد المصادر أنّ كلّ إيجابية في هذا الخصوص ستجري ملاقاتها بإيجابية مماثلة، معتبرة أن ليس لديها ما تقوله أكثر من ذلك حتّى الساعة، إلى حين تبلور الأمور بين الفريقين بشكل أفضل.

كذلك، كشفت المصادر أنّ وفد مجلس الشيوخ الأميركي الموجود في بيروت اليوم لا يحمل أفكاراً محددة، إنما هي أفكار عامة ومقاربة مشابهة للمقاربة التي طرحها الموفدون السابقون بشأن الأوضاع جنوباً، متابعةً: "كثيراً ما تقارب هذه الوفود الوضع الجنوبي من منظار أحادي، ويقابلها برّي بالموقف اللبناني المعتاد والقائم على معادلة المبتدأ والخبر في غزّة، ووقف الحرب في غزّة ينعكس حكماً على الحدود الجنوبية".

التيار بصدد إعداد عريضة لاتهام ميقاتي بالسطو على صلاحيات رئيس الجمهورية

في المقابل، تبدي مصادر التيار الوطني الحر لـ"الصفا نيوز"، استعدادها للقيام بكل ما يسهل انتخاب رئيس للجمهورية وانهاء الفراغ الرئاسي، قائلة: "التشاور والحوار هما مفتاح الحلّ، بالتزامن مع توفر ظروف نجاح الحوار وعوامله، وبالتالي الوصول إلى نتيجة ملموسة أو الذهاب إلى جلسات مفتوحة".

وتشدّد المصادر نفسها على أنّ "التيار بصدد إعداد عريضة نيابية لاتهام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالسطو على صلاحيات رئيس الجمهورية"، كاشفةً في الوقت نفسه أنّ كلّ تواصل أو انفتاح على حركة أمل أو برّي لا يعني التنازل عن أيّ مبدأ أو على حساب أيّ فريق آخر.

وتضيف: "قواعدنا تعرف طبيعتنا المرنة والصلبة في الوقت نفسه، ولا نرى حرجاً بالانفتاح والتواصل مع الفرقاء الأخرين". وعن التفاهم مع حزب الله، تتابع: "ليس في أفضل حالاته والحديث عن رفض مبدأ ربط الساحات ليس بجديد، إنّما هو ضمن اتفاق مار مخايل الموقّع بين الطرفين منذ العام 2006، وضمن المبادرة التشاورية لرئيس التيار بعد 7 تشرين الأول الفائت. تحدّثنا عن حق الدفاع وعدم جرّ البلد إلى الحرب".

جلسة حكومية غداً لمعالجة أوضاع المصارف

على خطّ آخر، تعقد الحكومة جلسة، عند الساعة الـ3:30 من بعد ظهر يوم غد الجمعة الواقع فيه 23/2/2024 في السراي الكبير، للبحث بمشروع القانون المتعلّق بمعالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها الموزّع سابقاً.

من جهة ثانية، يستعدّ عدد من العاملين في القطاع العام والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين للتصعيد في الشارع احتجاجاً على القرارات الحكومية الأخيرة بشأن رواتبهم، مهدّدين بمنع مجلس الوزراء من الانعقاد.