تحوّلت قضية المطربة دنيا بطمة في المغرب إلى قضية رأي عام وسط ترقّب كبير ما إن سينفّذ بحقّها الحكم بالسجن، كما فتحتِ الأبواب لتساؤلاتٍ عديدة عن "المؤامرات ضد الفنانين المغربيين" وعلاقة المشاهير برجال الأعمال كما علاقة الفنّانين بالحسابات "الفضائحية" على مواقع التّواصل الاجتماعي.

يتصدّرُ اسم المطربة المغربية دنيا بطمة مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل خاص في بلدها المغرب، وذلك على أثر تداعيات قضيتها الشّهيرة التي بدأت منذُ حوالي الأربع سنوات والمسماة "قضية حساب حمزة مون بيبي". ما استجدَ في الموضوع هو صدور قرار بسجن بطمة لمدة أربعة أشهر، أٌضيفت لمحاكمة سابقة بسجنها لثمانية أشهر فأصبحت المدة الكاملة عاماً كاملاً، ويبدو أنّ هذه المرة لا مفر من العقوبة!

بدأت المشكلة عام 2019، على أثر اتهام دنيا وشقيقتها ابتسام بالوقوف خلف حساب عبر تطبيق "سنابشات" تحت اسم "حمزة مون بيبي Hamza Mon BB"، والذي كانَ "يفضح المشاهير في المغرب وعلاقاتهم برجال الأعمال"، حينها أنكرتْ دنيا التّهمة بطبيعةِ الحال، وصدرَ حكمٌ بتغريمها وشقيقتها، ثمّ لاحقاً سُجنت شقيقتها، أمّا دنيا فلم تتوفّر الأدلّة الكافية للسجن. بعدَ ذلك توفرتِ الأدلة وصدرَ الحكمُ، ثمّ تقدمتْ دنيا بطعنٍ، ورُفِضَ هذا الطعن.

العفو الملكي؟

هل تنجح دنيا في الحصول على العفو الملكي؟

اليوم، لا خيار أمام دنيا بحسب رجال القانون في المغرب الذين يُدلون بآرائهم بالقضية سوى المثول للسجن، أو أن توفّرَ للمحكمة أدلةً تُظهرُ براءتها، لم تكن متوفرة من قبل، وذلك صعب بطبيعة الحال، فلو كان هناك دليل يفيد بعدم صلتها بحساب "حمزة مون بيبي" لقدّمتهُ قبلَ ذلك... لكن كلّ شيء ممكن فهل تجهّز دنيا لمفاجأة؟

أمّا الخيار الثّاني أمامَ دنيا وهو ما طلبتهُ، أن يصدرُ عفوٌ ملكيٌ بحقِها، وهذا الأمر لن يكونَ سهلاً لأنهُ يتطلّب توافقاً بين وزارة العدل ومحكمتي الجنائية والعفو وإدارة السجون والشؤون الملكية، لتحضير الملف ثمّ إحالته إلى الديوان الملكي.

القانون فوقَ الجميع

دنيا قبل الخضوع لعمليات التجميل

الأمر ليسَ ببساطة إنشاء حساب اتُهم "بالتشهير"، لكن تحوّل أمام الرأي العام المغربي لاختبارٍ قضائي، وبأنّ "الجميع تحتَ القانون ولا أحد فوقه".

يُذكر أنّ دنيا كانت قد ألغتْ حفل رأس السنة خشية القبض عليها، وكذلك لديها صفحات عديدة عبر فيسبوك، منها موثّقة لكن تنشر ما هو ضدّها أي أنّها مخترقة. النجمة المغربية التي تنحدرُ من عائلة فنيّة عريقة وتعرّف عليها الجمهور عام 2011 من خلال النسخة الأولى من برنامج "Arab Idol" ووصلتْ إلى حلقته النهائيّة، تعتبرُ ما يحصلُ معها مؤامرةً وظلماً وبأنّ ملف القضية "يشوبه شهود زور".

نجوم المغرب

يساند المغني سعد لمجرد مواطنته في القضية، فيردُ جميلها عليه في مساندتها لهُ أثناء تعرضه للسجن والمحاكمات المتتالية على أثر اتهامه بالإغتصاب. يسأل البعض: هل فعلاً هناك مؤامرة ضد نجوم المغرب الشباب كسعد لمجرد الذي حظيَ بشهرةٍ عالمية ودنيا بطمة التي تُعد من أجمل وأقوى الأصوات النسائية الشّابة عربياً؟ ولو كانت مؤامرة ضد المغربيين، فلمَ ملف الفنانين المغربيين كسميرة سعيد وليلى غفران وأسماء المنور وجنات وغيرهن لا تشوبهُ شائبة؟

حضانة وقضاء

دنيا بطمة ومحمد الترك

وفي ملف دنيا أيضاً مشاكل مع طليقها المنتج البحريني محمد الترك والد الفنانة حلا الترك من زواجٍ سابق، وحلا تحظى بشهرة توازي شهرة طليقة أبيها. أنصفَ القضاء المغربي دنيا ومنحها حضانة طفلتيها من الترك بحسب ما يقضي القانون، لكن في الميزان قضية أُخرى هي "حساب حمزة مون بيبي" فمهما كانت النتائج، سواء عفو ملكي أو تنفيذ للحكم، لكن لا يمكن محو الآثار المعنوية لقضية تتعلق بـ "التشهير والقدح والذم والحديث في أعراض الناس"، حتّى لو كان فعلاً هناك تداخل في المصالح بين أهل الفن والمؤثرين ورجال الأعمال، لكن هل الحل باستخدام الحسابات الوهمية؟

جردة فنانين

بصرف النظر عن دنيا بطمة، يفتحُ الموضوع أبواباً عديدة منها الأخلاقيات في الوسط الفني وعلاقات الفنانين بالحسابات الوهمية "الفضائحيّة"، فلو تمّ ملاحقة كل هذه الحسابات ربّما تظهر نتائج صادمة تدين أسماءً لامعة من الفنانين قد تُضاف لاسم بطمة!