افتتحت "إسرائيل" سنة 2024 بتصعيد عند الجبهة مع جنوب لبنان، وباتت أكثر إمعاناً باستهداف الأحياء السكنية، حيث استشهد 3 أشخاص في هجمات هي الأعنف منذ الثامن من تشرين الأول الفائت. ويأتي هذا التصعيد مع انتشار أخبار تفيد بأنّ تل أبيب تعتزم نقل 4 ألوية قتالية من قطاع غزّة إلى الجبهة اللبنانية خلال الأيام المقبلة، في خطوة تضعها أوساط مراقبة في دائرة توسيع قواعد الاشتباك، تحت عناوين كبيرة أوّلها إعادة الاستقرار إلى مستوطنات الشمال، حيث بات الملفّ يثقل كاهل حكومة بنيامين نتنياهو من جهة، وربّما يبرّر من جهة أخرى الانسحاب ولو جزئياً من مستنقع غزّة، لأنّ الجبهة الشمالية بالنّسبة لحكومة نتنياهو أولى بالقتال بعد نحو شهرين من قيادة هجومٍ برّي لم يحقق أيّ إنجاز عسكري يذكر في غزّة.

في هذا السياق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري إنَّ الأولوية الآن هي عودة سكان الجنوب والشمال إلى مناطقهم.

وفي وقت سابق، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت في ختام تقييم خاص للوضع في مستوطنة دوروت "سنبدأ قريباً العودة التدريجية إلى مستوطنات الغلاف على مسافة 4 إلى 7 كيلومترات شمال قطاع غزة".

وعلى وقع التصعيد العسكري الإسرائيلي كان وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو يزور قاعدة دير كيفا في جنوب لبنان، حيث التقى الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان الـ"يونيفيل".

وأعلن لوكورنو أمام 700 جندي قبل أن يشاركهم العشاء بمناسبة رأس السنة أنّ "هذه المهمّة يمكن أن تصبح خطيرة جداً"، مضيفاً تحت خيمة نصبت في القاعدة على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان "سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة".

وزير الدفاع الفرنسي من الجنوب: سيكون دربنا مزروعاً بالشكوك في الأسابيع والأيام المقبلة

وحتّى ساعات متقدمة من ليل أمس، استمرّ القصف المعادي لأطراف الضهيرة، البطيشية، اللبونة بين الناقورة وعلما الشعب، وعين الزرقه ووادي بو هريسه في طير حرفا. ترافق القصف مع تحليق لطيران الاستطلاع في أجواء القرى الحدودية، فيما نفّذت المقاتلات الإسرائيلية عدواناً جوياً استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي مارون الراس ومدينة بنت جبيل، ملقية صاروخين جو - أرض على المنطقة، أحدث انفجارهما دويّاً قويّاً تردّد في أرجاء المنطقة، وكانت المنطقة نفسها تعرّضت عصراً لغارة معادية أيضاً.

في المقابل، استهدفت المقاومة تموضعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة يعرا بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة"، فيما أفيد عن تسجيل 5 إصابات إسرائيلية بجروح طفيفة نتيجة سقوط صاروخ عند الحدود اللبنانية.

كذلك، "نعت المقاومة 3 من مقاتليها هم: جهاد موسى شيت "أبو حسين" ، وحسين أحمد يحيى "جواد" وموسى حسن شيت "هادي" من بلدة كفركلا في جنوب لبنان، والذين ارتقوا شهداء على طريق القدس" وفق بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله.

القسّام تدمّر 71 آلية عسكرية خلال 4 أيام

تزامناً، أعلن النّاطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة أنّ مقاتلي القسّام تمكنوا خلال الأيام الأربعة الفائتة من تدمير 71 آلية عسكرية كلّياً أو جزئياً.

وأضاف أبو عبيدة في بيان صحافي أنّ مقاتلي القسّام قتلوا 16 جندياً إسرائيلياً وأصابوا العشرات بجروح متفاوتة، ونفذوا 42 مهمّة عسكرية أوقعت عدداً من الجنود قتلى وجرحى، وخلال تلك المهام تمّ استهداف القوات الإسرائيلية المتوغّلة بالقذائف والعبوات المضادّة للتحصينات والأفراد والاشتباك معها من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لها.

اشتباك إسرائيلي - إسرائيلي حول القضاء

وإلى اشتباك من نوع آخر (إسرائيلي - إسرائيلي)، ألغت المحكمة العليا الإسرائيلية قانون "الحدّ من المعقوليّة" المتضمّن في حزمة الإصلاح القضائي، والذي يحدّ من إشرافها على الحكومة والوزراء، وسط تزايد الانتقادات الداخلية الموجّهة لإدارة الحكومة الإسرائيلية للحرب على غزّة.

وانتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلغاء القانون، قائلاً "إنّه خطير ويضرّ بالمجهود الحربي". فيما اتّهم وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين المحكمة العليا بـ "الاستيلاء على جميع الصلاحيات"، لافتاً إلى أنّ نشر حكمها بشأن قانون المعقولية في هذا التوقيت مخالف لروح الوحدة المطلوبة أثناء الحرب.

وقال حزب الليكود الحاكم إنَّ إبطال المحكمة العليا قانون المعقولية في خضم الحرب يتعارض مع إرادة الشعب.

إيران ترسل مدمّرة إلى البحر الأحمر

وسط هذه التطوّرات، أفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأنّ المدمّرة الحربية، "إيران ألبرز"، عبرت مضيق باب المندب، إلى البحر الأحمر، للاستقرار فيه.

وكانت وكالة مهر نيوز الإيرانية كشفت في منشور عبر حسابها على موقع "إكس" نقلاً عن مصادر، أنّ المدمّرة التي تحمل اسم "إيران ألبرز القتالية" ترافقها سفينة بوشهر العسكرية، باتت على مقربة من البحر الأحمر للاستقرار قرب مضيق باب المندب.

ولفتت إلى أنّ المدمّرة مزوّدة بصواريخ كروز بحرية بعيدة المدى، فيما يأتي الحديث عن تحرّك المدمّرة والقطعة الحربية إلى باب المندب بعد يومين على هجوم شنّته طائرة أميركية على زوارق للحوثيين في البحر الأحمر، ما أدّى إلى مقتل وفقدان 10 من العناصر وتدمير ثلاثة زوارق.

يُشار إلى أنّ صحيفة التايمز نقلت عن وزير الدفاع البريطاني نيّة بلاده الاستعداد لتوجيه ضربة للحوثيين، لـ"حماية المسار الملاحي الدولي" في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.