لم تكن بطولة لبنان في كرة السلّة في حاجة إلى أكثر من 48 ساعة على انطلاقتها ليبدأ معها الحماس والإثارة.

فبطولة كرة السلّة في لبنان هذا الموسم تكتيكيّة بامتياز، إذ إنّ الفرق العشر ضمن دوري الأضواء تشكّلت على أساس لائحة النخبة الّتي وضعها اتّحاد كرة السلّة على أساس أنّ الفريق الّذي يعتمد لاعباً واحداً منها في إمكانه الاستعانة بثلاثة لاعبين أجانب على أرض الملعب، بينما الفرق الّتي اختارت لاعبين من لائحة النخبة او أكثر فقد أصبحت محكومة بلاعبين أجنبيّين على أرض الملعب فقط.

وهكذا كان اللقاء المنتظر في ديك المحدي بعد ظهر أمس بين الـ"ماريست شانفيل" من جهة والهومنتمن من جهة أخرى هو الحدث في المرحلة الأولى من بطولة لبنان لكرة السلّة، إذ إنّ الفريقين يعتبران من الفرق الخمسة المنافسة على بطاقات الفاينل فور هذا الموسم مع فرق الرياضي وبيروت والحكمة.

فأمام جمهور كبير احتشد في ملعب الماريست في الشانفيل في ديك المحدي انطلقت أولى المواجهات التكتيكيّة، حيث إنّ الهومنتمن ومع عودة رئيس لجنة كرة السلّة السابقة غي مانوكيان وفريق عمله إلى أروقة النادي أعاد تركيب فريق منافس بميزانيّة كبيرة بحيث استعان بلاعبين أميركيّين كانا من أبرز نجوم البطولة في عصرها الذهبيّ (قبل الانهيار الاقتصاديّ في لبنان). فقد قاد الفريق الأميركيّ ولتر هودج نجم بطولات لبنان سابقًا وإلى جانبه دواين جاكسون، بينما ضمّ العديد من نجوم اللعبة ولاعبي المنتخب (أي أكثر من لاعب من لائحة النخبة) وأبرزهم جاد خليل وجيرار حديديان وجيمي سالم ليفرض تشكيلة منافسة حتّى لإحراز لقب بطولة لبنان.

من ناحيته، ومع عودته إلى قواعده في ديك المحدي ومع تشجيع رئيس النادي أكرم صفا لإعادة تقوية الفريق كما في السابق، اعتمد رئيس لجنة كرة السلّة ابراهيم منسّى بدهاء كبير تكتيك لاعب واحد من لائحة النخبة وهو غبريال صليبي لكنّه دعّمه لبنانيّاً بنجوم من الصفّ الأوّل من خارج اللائحة وفي مقدّمتهم باتريك بو عبّود ولوكاس صالح وكلّ من جو أبي خرس ومارفين سركيس في "ضربة معلّم" كلّلها بتعاقده في الساعات الأخيرة مع نجم دينامو السابق السنغاليّ ابراهيما توماس بعدما كان تعاقد مع الثنائيّ الأميركيّ الآتي من بطولة أستراليا جافيون بلايك ودانييل بيبن .

وبهذا السيناريو، تابع اللبنانيّون مواجهة عالية المستوى استعمل خلالها كلّ من المدرّبين جو مجاعص وصباح خوري كلّ أوراقهما في مواجهة ضرب خلالها الماريست شانفيل دفاعات الهومنتمن في الربع الثالث، حيث أمطر أبناء ديك المحدي سلّة الهومنتمن من كلّ المسافات فسجّل ابراهيما توماس 7 ثلاثيّات ناجحة من 9 محاولات ومجموع 26 نقطة، بينما أضاف زميله دانييل بيبن 19 نقطة من بينها ثلاث ثلاثيّات وجافيون بلايك 21 نقطة ومعها عشر تمريرات حاسمة، فكان عن حقّ الموزّع الرائع الّذي أدار المواجهة بطريقة رائعة فخلق تجانسًا بين زملائه اللبنانيّين غبريال صليبي وباتريك بو عبّود اللذين قدّما عملاً دفاعيّاً مميّزاً جدّاً، واللاعبين الأجانب. كما ساهم من خلفهما كلّ من لوكاس صالح بتسديداته الثلاثيّة الناجحة وجو أبي خرس تحت السلّة في فوز الشانفيل الّذي وكان الطرف الأفضل، حيث حسم المواجهة في جزئها الثاني وحقّق انتصاراً غالياً جدّاً على الهومنتمن 98-90.

فالهومنتمن وعلى الرغم من فارق الميزانيّة واعتماده على نجم البطولة ولتر هودج كأفضل مسجّل في المباراة مع 33 نقطة لم يتمكّن من مجاراة أبناء ديك المحدي في الربعين الثالث والرابع من اللقاء، إلّا أنّه أظهر أنّه منافس كما الماريست بشكل قويّ جدًّا على مراكز الفاينل فور، حيث بإمكان الفريقين ضرب أيّ فريق، خصوصاً على أرضيهما في ديك المحدي ومزهر في أنطلياس.