استسلمت للإغراء في أحد الأيام. وتمتمت اعتذاراً لكلّ أجدادي، وصعدت بدوري للجلوس على تلك الصخرة... 

للصخور أسماء في الضيعة التي أبصرت فيها النور، فهناك المركب، ورأس الغول، والكمين، والجدار، وكذلك التوأمان المعروفان ببزاز الغول. وهناك تحديداً صخرة العسكر التي كان الجنود يرابطون عندها حين تطارد الكتيبة العصاة، وما من موقع يفوقها إجلالاً واختزاناً للأساطير. ومع ذلك فعندما يصدف أن أُبصر في الحلم طبيعة طفولتي، تتراءى أمام ناظري صخرة أخرى... تلوح كمقعد جليل، متقعّر، كأنه اهترأ في موقع المؤخرة، بمسنده الشاهق والمستقيم المنسدل على الجانبين كالمرفق – وهي الصخرة الوحيد التي تحمل، على ما أظنّ، إسم رجل، صخرة طانيوس.