وزير الصحّة فراس الأبيض كان قد نفى في تصريح سابق، أن تكون إصابات كورونا في لبنان لها علاقة بالمتحوّر الجديد، مؤكّدا أنّ " نسبة المصابين قليلة ولا تثير القلق".

عكّر فيروس كورونا موسم الصّيف في معظم دول العالم ومنها لبنان، حيث عادت الإصابات إلى الواجهة من جديد في عدد من المناطق اللبنانيّة، ولو بأعداد قليلة في أوجّ فصل الصيف، ما أثار تساؤلات عدّة حول ما إذا كانت الإصابات التي تمّ رصدها في لبنان تتعلّق بالمتحوّر الجديد لكورونا وهي إي-جي.5" EG.5. وكانت فرنسا وعدة دول حول العالم قد سجّلت ارتفاعا ملحوظاً في عدد الإصابات بفيروس كورونا في فصل الصّيف ما استدعى مزيدا من اليقظة، بالرّغم من عدم بلوغه مستويات عالية. وتعد المتحورة " إي-جي.55" EG."، التي يطلق عليها علماء اسم "إيريس" Eris الأكثر رصداً حالياً، وقد تكون وراء عودة انتشار الوباء.

إلّا أنّ وزير الصحّة فراس الأبيض كان قد نفى في تصريح سابق، أن تكون إصابات كورونا في لبنان لها علاقة بالمتحوّر الجديد، مؤكّدا أنّ " نسبة المصابين قليلة ولا تثير القلق".

وعن أسباب عودة الفيروس قال الأبيض "ما يشهده لبنان حالياً من إصابات كورونا لا يخالف التوقّعات في موسم سياحي، يتزايد فيه الاختلاط في التجمّعات الكبيرة".

وبحسب الإحصاءات التي تنشرها وزارة الصحة عن حالات الكورونا التي سجّلها لبنان في الآونة الأخيرة، (في آخر 3 أشهر) يتبيّن أنّ الحالات تتراوح بين الـ50 والـ100 إصابة، فيما أعداد الوفيات لا تتخطى الحالتين.

البزري: "الوضع تحت السيطرة"

ضريبة فصل الصيف الناجح

وفي هذا الإطار تواصل موقع "الصفا نيوز" مع عضو لجنة الصحّة النيابيّة النائب عبد الرحمن البزري الذي شرح في حديث خاص أنّ "ما نتج عن إصابات بفيروس كورونا في لبنان، هو موجة طبيعيّة تلحق أيّ فصل صيف ناجح. فهذه الموجة جاءت نتيجة الموسم السياحي الذي احتضن قرابة المليون والنصف مغترب وسائح في لبنان، وما نتج عنه من تخالط بين النّاس خلال النشاطات الاجتماعية التي تتضمّن عدداً كبيراً من المواطنين".

ولفت البزري إلى أنّ "الوزارة تقوم بدراسات جينيّة كلّ أسبوعين، للكشف عمّا إذا كان هناك أيّ نوع من المتحوّرات الجديدة التي دخلت إلى لبنان. وحتّى الآن لم تثبت الدراسات ظهور أيّ إصابة بالمتحوّر الجديد لكورونا، ولكن ذلك لا ينفِ إحتماليّة أن يكون المتحوّر قد دخل لبنان فعلاً".

90% من المواطنين اكتسبوا مناعة

وشدّد البزري على أنّ " 90% من المواطنين قد اكتسبوا مناعة مجتمعيّة، بسبب تلقّيهم للقاحات أو إصابتهم بالعدوى سابقاً. وذلك إنعكس إيجابا على العوارض التي بمعظمها معتدلة الشدّة، وخفيفة. بحيث لا تتسبّب معظم الإصابات بالدخول إلى المستشفى أو العناية. وهنا يجب التفرقة بين العوارض التي لا تزال خفيفة، وضمن إطار مقبول، وبين وضع المريض، والذي يختلف من شخص لآخر بحسب حالته الصحيّة ومدى قوّة جهاز مناعته والأمراض التي يعاني منها".

الفايروس يطوّر نفسه

وأكّد البزري أن "لا علاقة بين عدد اللقاحات التي يأخذها الفرد والإصابة مرّة جديدة بالمرض. حيث أنّ الفايروس يخلق مناعة على الطعم، ويطوّر نفسه"، مشدّدًا على أنّ "عدد الحالت بحسب الإحصاءات هو إصابة على كلّ 16 مواطن. وهذه النتيجة محصورة فقط بفحوصات الـpcr ولا تشمل فحوصات الـrapid test والتي من الممكن أن يكون قد لجأ إليها العديد من المواطنين، وتبيّن أنّهم مصابون بالمرض ولم يصرّحوا لوزارة الصحة، وبالتالي نتائجهم لا تُشمل إحصاء "الوزارة".

كورونا

وطمأن البزري أنّ "الوضع تحت السيطرة، حيث أنّ المستشفيات مجهّزة بالأجهزة اللازمة، لكن المشكلة هي في البنى التحتيّة والواقع المالي المتردي، وإن الأدوية واللقاحات مؤمّنة، إلاّ أنّ ذلك لا يمنع من وجوب المواطنين أخذ التدابير والاحتياطات الوقائيّة اللازمة كارتداء الكمّامة، وتطهير اليدين، والمحافظة على مسافة آمنة وعدم الاختلاط المكثّف"، كاشفا أنّه "وحتّى الآن ما من إجراءات ستطبّق على الصعيد العام".

العوارض قاسية

من جهّتهم نقل بعض المواطنين المصابين بكورونا معاناتهم لموقع "الصفا نيوز"، حيث قالت ريتا صيّاح، (25 عاما) في حديث خاص، "هذه هي المرّة الثالثة التي أصاب فيها بعدوى كورونا، إلّا أنّ العوارض جاءت أقوى من قبل على الرّغم من أنّني تلقّيت جرعتين من اللقاح. فالوجع لم ينحصر فقط على الحرارة والرشح، بل تعدّاه إلى أوجاع وخمول في الجسد وعدم قدرة على القيام بأيّ نشاط. فيما لا زلت أتناول الأدوية، وفيتامين الزينك".

بدورها، لفتت لودي قليمي، (60 عاما) في حديثها لـ"لصفا نيوز"، إلى أنّها أصيبت بعدوى الكورونا منذ حوالي الأسبوعين، وهذه كانت المرّة الأولى التي تلتقط فيها الفيروس، فيما العوارض جاءت قويّة جدا، وكانت ارهاق وعجز عن الحركة وحرارة مرتفعة ومرورة في الفمّ وإسهال، على الرّغم من أنني كنت قد تلقيت العام الماضي جرعتين من لقاح فايزر".

فيروسات من نوع آخر

من جهّتها تحذّر مصادر طبيّة في حديثها لموقع "الصفا نيوز" من خطورة إهمال مسألة الإصابة بالكورونا والتّعامل معها على أساس رشح عادي، مطالبة المواطنين "بأخذ التدابير الوقائيّة اللازمة وعدم الإستهتار خوفاً من انتشار العدوى بشكل كبير بين الناس، خصوصاً وأنّنا على أبواب فصل الشتاء. لذلك يجب على الأشخاص وتحديداً من لديهم أقرباء كبار بالسنّ أخذ الحيطة والحذر".

وأشارت المصادر إلى أنّ "هناك العديد من الفيروسات المنتشرة في الجوّ غير الكورونا بسبب ارتفاع معدّلات التلوّث ونتيجة تقلّبات الطقس، وهذه الفيروسات تأتي مصحوبة بعوارض قاسية قد تتسبب دخول  المستشفيات. هذه الأنواع من الفيروسات انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في منطقة البقاع الغربي، حيث سجّل دخول عدد كبير من المواطنين إلى المستشفيات جراء إصابتهم بها. وهي تؤدّي إلى ارتفاع الحرارة وأوجاع بالمفاصل فضلا عن حالات دوخة وإغماء. لذلك فعلى المواطنين عدم الاستخفاف بصحّتهم وأخذ الحذر".